من كلام له (
ع ) عند دفن زوجته سيدة النساء فاطمة ( ع
) يناجي به الرسول ( ص ) :
السّلام
عليك يا رسول اللّه ، عنّي و عن ابنتك
النّازلة في جوارك ، و السّريعة
اللّحاق
بك . قلّ يا
رسول اللّه عن صفيّتك صبري ، و رقّ عنها
تجلّدي . إلاّ أنّ في التّأسّي لي بعظيم
فرقتك ، و فادح مصيبتك ، موضع تعزّ .
فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك ،
و فاضت بين
نحري و صدري نفسك . فإنّا للّه و إنّا
إليه راجعون . فلقد استرجعت الوديعة ،
و أخذت
الرّهينة . أمّا حزني فسرمد ، و أمّا
ليلي فمسهّد . إلى أن يختار اللّه لي
دارك الّتي أنت بها مقيم . و ستنبّئك
ابنتك بتضافر أمّتك على هضمها . فأحفها
السّؤال ، و استخبرها الحال . هذا و لم
يطل العهد ، و لم يخل منك الذّكر . و
السّلام عليكما سلام مودّع ، لا قال و
لا سئم . فإن أنصرف فلا عن ملآلة ، و إن
أقم فلا عن سوء ظنّ ، بما وعد اللّه
الصّابرين . ( الخطبة 200 ، 395 ) و قال ( ع )
لمعاوية في مقابلة بين قوميهما : و منّا
خير نساء العالمين ( و هي فاطمة عليها
السلام ) و منكم حمّالة الحطب ( و هي عمة
معاوية و زوجة أبي لهب ) . ( الخطبة 267 ، 469
) لامت الامام ( ع ) زوجته فاطمة ( ع ) على
قعوده و اطالت تعنيفه ، و هو ساكت حتى
أذّن المؤذن ، فلما بلغ الى قوله « أشهد
أن محمدا رسول اللّه » قال لها :
أتحبّين أن تزول هذه الدّعوة من
الدّنيا ؟ قالت : لا ، قال فهو ما أقول
لك . ( 735 حديد ) قال لي رسول اللّه صلى
اللّه عليه و آله : إن اجتمعوا عليك
فاصنع ما أمرتك ، و إلاّ فالصق كلكلك
بالأرض ، فلمّا تفرّقوا عنّي جررت على
المكروه ذيلي ، و أغضيت على القذى جفني
، و الصقت بالأرض كلكلي . ( 736 حديد ) و من
كلام له ( ع ) اجاب به الصديقة الكبرى
فاطمة الزهراء ( ع ) لما رجعت اليه من
فدك غضبى : لا ويل لك ، بل الويل لشانئيك
. نهنهي عن وجدك يا ابنة الصّفوة ، و
بقيّة النّبوّة ، فو اللّه ما ونيت عن
ديني ، و لا أخطأت مقدوري . فإن كنت
تريدين البلغة فرزقك مضمون ، و كفيلك
مأمون ، و ما أعدّ لك خير ممّا قطع عنك .
فاحتسبي اللّه .
فقالت : حسبي
اللّه و نعم الوكيل . ( مستدرك النهج ص 77
)
|